الشيخ عبد الحي يوسف: غسل الجنابه

ورد هذا السؤال لفضيلة الشيخ عبد الحي يوسف:

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله؛ شخص كان لا يحسن غسل الجنابة أقصد أنه كان لا يتوضأ وكان يغسل رأسه بالصابون وبعد ذلك يفيض عليه الماء لغسل الصابون ثم بعد ذلك يغسل جسمه بالصابون ثم الماء. ما حكم صلاته هل هي باطله؟ هل يعيد صلاته مع العلم الآن بدأ يعيد في الصلاة بعد أن شك أن غسله غير صحيح يصلي مع كل وقت وقتين هل هذا صحيح لقضاء الصلوات الماضية؟ وأرجو توضيح كيفية غسل الجنابة للإفادة، وجزاكم الله ألف خير وأصلح بكم الأمة الإسلامية.

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فيجب على المسلم أن يطلب العلم الشرعي الواجب الذي لا يسعه الجهل به؛ فيجب عليه أن يتعلم كيف يتطهر وكيف يصلي؛ خاصة وأن وسائل التعلم قد تيسرت في زماننا بما لم يكن في زمان قبله، وهذا الرجل لا يلزمه إعادة تلك الصلوات؛ لأن غسل الجنابة مبناه على ركنين هما النية وتعميم الجسد بالماء، وهذا قد حصل منه سواء في ذلك أفاض الماء قبل استعمال الصابون أو بعده.

وأما صفة غسل الجنابة المجزئة فإنها تحصل بالنية وتعميم البدن بالماء، وأما الصفة المسنونة فقد وردت في حديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت: إَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ وَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ مِنَ الأَذَى ثُمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثُمَّ نَحَّى رِجْلَيْهِ فَغَسَلَهُمَا هَذِهِ غُسْلُهُ مِنَ الْجَنَابَةِ. رواهما البخاري.